الـعنف العائلـي وآثاره على الأطفال

karimroyal كتب:: يعد العنف العائلي من المشاكل الرئيسة التي يعاني منها الاطفال في الوقت الحاضر ويؤثر العنف الموجه نحو الاطفال او العنف بين البالغين الذين يعيشون في البيت على الأطفال بأشكال متعددة فهو قد يؤثّر على تحصيلهم في المدرسة ويوثر في تكوين صداقاتهم وعلاقاتهم مع الاقران وعلى تطورهم العاطفي.

اذ ان الاطفال يمكن ان يصابوا بالاذى بسهولة عندما يرون العنف او يسمعون عن اشياء عنيفة فضلا عن ان حاجتهم الى الامن تبقى غير مشبعة لان من خصائص البالغين الذين يستعملون العنف انهم غير قادرين على اشباع هذه الحاجات و غير قادرين على الاهتمام بالاطفال بشكل سليم .
ما العنف العائلي؟
هو أيّ سلوك عنيف بين البالغين في البيت خارج حدود التفاهم .و يتضمّن سلوك العنف الضرب والصفع و الرفس، والمسك والدفع والضرب بالأشياء، والتهدّيد بالسلاح. كما يتضمّن السلوك العنيف التهديدات الشفوية أيضا ومناداة لاطفال باسماء غير محبذة لديهم .و يمكن ان نلاحظ ان العنف يمكن ان يتواجد في العائلة عندما يكون الاب مدمنا على الكحول او المخدرات او العقاقير . و يكون ضحية العنف العائلي عادة النساء و في بعض الاحيان الرجال اما اكثر الضحايا فهم الاطفال الذي يستمر تأثيره النفسي (فضلا عن الاثار الجسمية) الخطير و الحقيقي عليهم لمدة طويلة .
كيف يؤثر العنف العائلي على الأطفال؟
ان مشاهدة العنف بين البالغين القائمين على رعاية الاطفال له تأثير أكبر على نمو الاطفال من مشاهدة العنف في التلفزيون والأفلام . ففي البيت يرى الأطفال العنف في أغلب الأحيان وان كانوا لا يرونه فهم ربما يسمعون عنه و اذا لم يكونوا في موقف يستطيعون السماع فانهم سيحسون تأثيراته الحاصلة في بيوتهم و هم قد يسمعون عن العنف من البالغين الذين يتحدّثون عنه و قد يرون كيف ان العنف يؤثّر على أبائهم فضلا عن ان مشاهدة العنف ستجعل الاطفال يقلدونه لان لان الطفل يكتسب سلوكه عن طريق ملاحظة الاخرين و هم يمارسونه ويمكن ان نقول ان الاطفال المتواجدون في البيوت العنيفة يمكن ان يكونوا في خطر حقيقي اما عن طريق الاصابات التي تصيبهم جراء هذا العنف او عن طريق الاثار النفسية جراء التعرض الى العنف التي قد تصل حد الصدمة النفسية اذ يصل بهم الاحباط نتيجة للعنف الممارس ضدهم الى الدرجة التي يكونون فيها غير قادرين على تحملها .
تعتمد درجة تاثير العنف على الاطفال جزئيا على مدى وشدة العنف. اذ كلما كان الفترات التي يتعرض فيها الاطفال الى العنف اطول كلما كانت تاثيراته النفسية عليهم اكبر حتى و ان كان العنف شفويا كان يقول الوالد لابنه" في المرة القادمة ساقتلك "و يكررها كثيرا اثناء التعامل مع الطفل كما ان شدة العنف تؤثر على نفسية الطفل فالابناء هم ضعفاء بالنسبة لسلطة الوالد وقدرته على ايقاع الاذى بهم لان لاشيء يستطيع ان يمنعه اذ اراد ممارسة العنف كما ان احدا لا يلاحظه من خارج العائلة و هو يمارس العنف ضد اطفاله .ومع ذلك فان التأثيرات الأكثر عمقا تحدث في الأطفال الأكبر سنا، فالأطفال الاكبر سنا يمكن أن يحسوا ان هناك شيئا خاطئا في طريقة تعامل الاباء معهم ويمكن ان يؤثر هذا على طعامهم و لعبهم و ونشاطاتهم اليومية الاخرى التي يقع من ضمنها تحصيلهم المدرسي فضلا عن جوانب شخصيتهم الاخرى . ويمكن أن يصبح الاطفال الرضع معرضين للخطر نتيجة ممارسة العنف فهم اهداف سهلة للعنف العائلي.
يمكن أن تؤثر ممارسة العنف في البيت سلبيا على تطور الاطفال .ويمكن ان يجعلهم مندفعين ويملكون سيطرة ضعيفة على ذواتهم و يمتازون باحترام متدن للذات و علاقات سيئة مع الاقران ما يؤدي الى نبذهم من جماعاتهم التي ينتمون لها في المدرسة و في المحلة التي يعيشون فيها فضلا عن ادائهم الضعيف جدا في المدرسة.
ويمكن ان يصبح الأطفال الأكبر سنا مقلدين جيدين للسلوك العنيف من خلال ملاحظتهم لابائهم و هم يمارسون هذا السلوك و يقومون بتجسيد النماذج
التي شاهدوها في سلوكهم ويصبحوا تدميريين وعصاة وقساة وعدوانيين. ويعبرون عن سلوكهم باشكال عدة منها الحزن والخوف، والقلق و العنف بين الأشقاء و فقدان الثقة
بالاخرين.
اما مراهقو البيوت العنيفة فقد يكونون الاكثر خطرا في المجتمع فهم قد يصبحون بالغين عنيفين.وينحدرون الى اساليب اخرى كالادمان على الكحول و المخدرات و العقاقير و الجنوح .
كيف يمكن حماية الأطفال من العنف العائلي ؟
ان العامل المهم في حماية الاطفال في البيوت التي تمارس العنف يتم من خلال التوعية بمخاطر ممارسة العنف ضد الاطفال.اذ يجب ان يعرف الاباء في البيوت التي يمارس فيها الوالدان او احدهما العنف التاثيرات السيئة لمثل هذا السلوك على الأطفال و على نموهم النفسي ويجب أن يتخذوا الخطوات اللازمة لإيقافه و يقومو بحماية اطفالهم من التعرض الى العنف من اي مصدر اخر وان يقوموا بمنع اطفالهم من مشاهدة العنف سواء كان في التلفزيون او في الواقع .و هنا لابد من الاشارة الى الدور الذي تلعبه وسائل الاعلام في توعية الاباء لخطورة ممارسة العنف ضد الاطفال .و يجب ان يسعى الاباء الذين يعون خطورة ممارسة العنف ضد الاطفال الى طلب المساعدة من الاطباء النفسيين عندما يجدون انهم غير قادرين على السيطرة لوقف العنف الموجه ضد انبائهم.
وكلمة اخيرة يجب ان تقال في هذا المجال ان على الاباء ان يوقفوا العنف ضد ابنائهم و يبحثوا عن وسائل جديدة في التعامل معهم وهنا لابد من تأكيد دور الاعلام في توعية الاباء وان يتولى مسؤوليته في اشاعة مبادى التربية السليمة و في اشاعة ثقافة اللاعنف سواء كان هذا في البيت اوفي المجتمع لان العنف يجب ان يتوقف فاذا ما مارس الاباء العنف ضد ابنائهم فمن المؤكد ان الابناء سوف يمارسونه في البيت اوفي خارج البيـت